هل تستعير التحفيز ممن حولك؟

two swimming mallard ducks on still body of water

في ظل تزاحم المهام وتضاعف سرعة الأيام، كل ما نحتاجه هو أن نتأقلم مع الظروف ونستمر متجنبين الوقوف.
فكما تلاحظ اليوم أننا أصبحنا في مواجهة موجة مستمرة من خطابات التحفيز والتي تسعى لاستثارة الحماسة بداخلنا، الأمر الذي يدعونا للتساؤل عن ماهية التحفيز ودوره في تكيفنا مع الحياة؟


يمكن اختصار التحفيز (Motivation) بأنه القوة الدافعة التي تؤثر على سلوك الإنسان، فتحفزه، وتوجهه، وتدفعه لتحقيق أهدافه وتلبية احتياجاته.
وعادة ما تكون هذه القوة نابعة من داخل الإنسان أو مُستمده من خارجه، فأنت قد تشعر بطاقة من الحماس نتيجة: قيمك، أهدافك، تطلعاتك، أفكارك أو غيرها من العوامل التي تتقد بداخلك. أو قد تستمدها من العالم حولك نتيجة: رغبتك بالتقدير، تطلعك للتميز، بحثك عن التطوير، أو استحقاقك للمكافآت والجوائز، الأمر الذي يجعلك تشعر بالدافعية للإنجاز أو تحقيق الأهداف.


لكن حين تجد نفسك في دائرة مستمرة من القلق والاحباطات والضغوطات للحد الذي يؤثر على أداء مهامك أو حتى رغبتك بالاستيقاظ من فراشك، حينها قد تتساءل: ماذا لو لم أجد ما يحفزني! هل أستطيع الاستفادة من تحفيز الأشخاص حولي؟
في الحقيقة يعتبر مصطلح “استعارة التحفيز” مفهوم مجازي يصوّر فكرة انخفاض طاقة التحفيز داخلنا وبالتالي رغبتنا بالتماسها من عوامل أخرى خارجنا، لتُلهمنا وتدفعنا إلى الأمام. وهي ليست علامة ضعف؛ بل اعتراف بالطبيعة المترابطة لتجربة الإنسان الحياتية وإمكانية حدوث الحكمة المشتركة لإشعال شرارة الدافعية داخله.

فقد تجد هذا التحفيز في: بودكاست تحفيزي يشجعك، أو كتاب صوتي يناسبك، أو مقطع فيديو يستوقفك، أو موسيقى رائعة تعجبك، أو محادثة مع صديق يلهمك، أو محتوى منشور يلامسك، إذًا بماذا تفيدك استعارة التحفيز ممن حولك؟

الحقيقة يمكنك أن تستلهم من تجارب الآخرين لعيش حياة أفضل وتجربة أمثل وذلك باستعارة التحفيز منهم ليكون بمثابة:


تجارب حياة تُفيدك
من خلال التعرف على تجارب الآخرين والانتباه لتفاصيل قصصهم قد تدرك بأنك لست وحدك في صراعاتك، وأنك -مثلهم- قادر على تجاوز تحدياتك مما يعطيك حافزًا قويًا للتقدم، لذلك جرب مثلًا: قراءة كتب السير الذاتية، أو الاستماع لبودكاست يحكي تجارب شخصية، لتفهم التحديات والانتكاسات التي واجهها الآخرون وكيف تغلبوا عليها.

قصص نجاح تُلهمك
من خلال قصص النجاح، قد يقدم الأشخاص الناجحين مثالاً حيًا يُلهمك ويثير رغبتك في تحقيق نجاحات مماثلة، فقراءة قصص النجاح والاستماع لها قد يشعل شرارة التحفيز بداخلك، فمن الممكن أن تتابع منشوارت أكثر الأشخاص الذين يلهمونك وتعتبرهم قدوة جيدة في مجالك على منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال الفديوهات المنشورة مثل: “محاضرات تيد” (Ted Talks) وأمثالها، لتكون على علم بمواطن السقوط لتتجنبها ومواطن الارتفاع لتتقصدها.

فرص تعلم تُطورك
من خلال اكتساب معارف تطورك أو الوصول لمعلومات تُحسن نموك، ستكتسب نظرة مختلفة لأساليب التفكير والعادات أو المهارات التي تؤدي إلى التميز وتدفعك إلى الإنجاز، فيمكنك اليوم الوصول للكثير من الوسائط القيمة كالفيديوهات المصورة أو البودكاستات الصوتية أو حتى اللقاءات والدورات المسجلة والتي ستفيدك برسم خارطة طريق مناسبة لرحلتك وتدعمك في مسيرتك لتحقيق أهدافك.

رؤى جديدة تُغيرك
يمكن للآخرين أن يقدموا رؤى وأفكارًا جديدة لم تكن تأخذها بعين الاعتبار، مما يفتح لك آفاقًا جديدة للتغيير وطرقًا للتحسين ويساعدك على زيادة فرصك في النمو الشخصي والمهني، فنحن اليوم نشهد توسع معرفي لا محدود، فيمكنك اليوم التواصل مع الكثير من الخبراء واستشارتهم، أو الوصول ببساطة وبضغطة زر لجميع خدماتهم أو إنتاجهم، مما يمكنك بشكل أكبر لقيادة حياتك بصورة أكثر وعيًا.

أخيرًا، قد يعتبر التحفيز ميزان ذو كفتين، فهو سيساعدك على المضي قدمًا لكنك ستظل دائمًا بحاجة لأن تعتمد على ذاتك في الموازنة بين دفة التحفيز المرتفعة ودفة الاستمرارية المُلحة.

مقالات ذات صلة